من قاعة التخرج إلى ملجأ النزوح في غزة.. الحرب تسرق حلم شابة صمّاء

في قلب الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، حيث كانت الفرحة يومًا ما تملأ المكان، جلست آلاء الكفارنة، الشابة الصمّاء التي لطالما حلمت بمستقبل مهني مشرق، تحدّق في القاعة التي تغيّر كل شيء فيها، إلا الألم.
آلاء (25 عاما) نزحت من بيت حانون شمال قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية، ووجدت نفسها تعود إلى جامعتها لكن هذه المرة نازحة تبحث عن مأوى.
اقرأ أيضا
list of 4 items“هآرتس” تكشف تناقضات في رواية الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف مستشفى غزة الأوروبي
سرايا القدس تقصف مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية
صحفيون عرب وأجانب ينعون الشهيد حسن إصليح (فيديو)
قالت آلاء بلغة الإشارة لمراسل الجزيرة مباشر: “درست هنا وتخرجت بتفوق عام 2018 من مركز التنمية”، بينما كانت عيناها تراقبان القاعة التي تحولت من مقاعد علم إلى فراش نزوح.
وأضافت “كنا ندرس ونجتهد والأساتذة يشجعونني. كانت الحياة سعيدة قبل الحرب”.
الحلم لم يكن مجرد شهادة، بل كان رسالة. حلمت آلاء بأن تُعلّم الأطفال الصم، تمامًا كما فعل أساتذتها معها. أرادت أن تكون امتدادًا للأمل في حياة فاقدي السمع، لكن الحرب مزّقت الحلم كما مزّقت حجارة القاعة.
تقول آلاء بأسى “كان نفسي أكمل مسيرتي وأتوظف، لكن كل هذه الأحلام ضاعت بسبب الحرب”.
تشير إلى القاعة ذاتها التي تخرّجت فيها، التي أصبحت الآن مأوى لعائلات نازحة تعيش تحت وقع القصف والبكاء والفقد “حياتي تبدلت من الدراسة إلى النزوح”، تقولها والدمع في عينيها.
آلاء ليست وحدها في معاناتها. تؤكد أن الصمّ في غزة يعانون بصمت مضاعف. لا يسمعون دوي الانفجارات، لكنهم يرون آثارها، ويعيشون رعبها الكامل دون القدرة على الاستغاثة أو الوصول إلى المعلومة في الوقت المناسب.
“الحياة هنا صعبة جدًا”، تقول آلاء “أنا حزينة بسبب القصف والقتل والشهداء وبكاء الأمهات”. أمنيتها بسيطة: أن تتوقف هذه الإبادة، وأن يُمنح الصمّ، مثل غيرهم، فرصة للعيش بكرامة وأمان.