ملك القانوع.. طفلة ولدت بلا دماغ في غزة (فيديو)

في واحدة من أبشع صور تشوه الأجنة، صُدمت الطواقم الطبية في مستشفى العودة شمال قطاع غزة بولادة الطفلة ملك أحمد القانوع، التي جاءت إلى الحياة بلا دماغ، في حالة طبية مأساوية تكشف وجهًا جديدًا من وجوه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ظهرت الطفلة -لم يتجاوز عمرها يومين- في مقاطع فيديو وصور مؤلمة، حيث بدت برأس ينتهي عند ما فوق العينين فقط، في مشهد صادم للعيون والعقول، أعاد إلى الأذهان ما حدث في العراق عقب الغزو الأمريكي، حين ارتفعت معدلات التشوهات الخلقية بسبب الأسلحة المشعة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالولايات المتحدة توسّع حملتها ضد طلبة الاحتجاجات المؤيدة لغزة إلى المعابر البرية
جار إلياس رودريغيز يفاجئ الصحافة الأمريكية بتعليق عن غزة.. ماذا قال؟
إجراء طارئ أنقذ عيدان ألكسندر من الموت خنقا.. كيف منع قائد قسامي تسرب الغازات السامة تحت عمق الأرض؟
تشوه خلقي
الطفلة ملك ليست حالة فردية، بل واحدة من عشرات الحالات التي تشهدها مستشفيات القطاع المحاصر، وسط تزايد مرعب في معدلات التشوه الخلقي لدى المواليد الجدد.
وبحسب الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، فقد ولد في القطاع خلال 18 شهرًا فقط أكثر من 55 ألف طفل، سجّلت بينهم 144 حالة تشوه خلقي، أبرزها حالة الطفلة ملك.
أسلحة محرّمة دوليًا
وأوضح البرش في تصريحاته للجزيرة مباشر أن هذه الحالات ترتبط مباشرة باستخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرّمة دوليًا، قائلا “قطاع غزة تعرض لأكثر من 85 ألف طن من المتفجرات، ما يعادل ست قنابل نووية من تلك التي أسقطت على هيروشيما. هذه الكمية المرعبة تترك أثرا كارثيا على صحة الأمهات والأجنة في بطونهن”.
ودعا البرش إلى تشكيل لجان تحقيق دولية للكشف عن طبيعة الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال، متهمًا إسرائيل بارتكاب “جريمة قتل غير مباشر” بحق النساء الحوامل وأطفالهن عبر تدمير القطاع الصحي ومنع الرعاية الصحية.
سموم الحرب
وفي شهادة مؤلمة، روت أم عمر القانوع -جدة الطفلة ملك- معاناة العائلة التي دمّر منزلها، واضطرت للعيش في خيمة بعد نزوح قسري متكرر “ما حصل لحفيدتي بسبب سموم الحرب وصواريخ الاحتلال. لم يظهر شيء في البداية، لكن بعد التهجير واستنشاق الغازات السامة تغيّر كل شيء. انظروا لحال هذه الطفلة، إنها لا تملك حتى الحق بالحياة، وتعيش الآن في خيمة لا تقي من برد ولا من ألم”.
وأشارت مصادر طبية إلى أن التشوهات الخلقية تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحة أن استنشاق الغازات السامة والإشعاعات الناتجة عن القصف سبب رئيسي في إحداث تلك التشوهات.
وأكد مواطنون في غزة أنهم لاحظوا تغيرا في أصوات الانفجارات، ما يعزز من احتمالات استخدام الاحتلال لأسلحة جديدة وتجريبية، يعتقد أنها تترك آثارا بيولوجية مباشرة على الحوامل والأجنة.
وفي تقرير صدر بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني الماضي، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الحوامل في غزة يواجهن خطرا وجوديا نتيجة الحرب المستمرة.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض “ظروفا تهدد الحمل والولادة وحياة المواليد الجدد”، مشيرة إلى أن نسبة الإجهاض التلقائي ارتفعت بنسبة 300% منذ بداية الحرب.