تراجع إسرائيلي عن إخلاء عقار فلسطيني في القدس بعد مواجهة مع ساكنيه

تراجعت الشرطة الإسرائيلية بشكل مؤقت، اليوم الثلاثاء، عن محاولتها إخلاء عقار فلسطيني من ساكنيه في حي الشيخ جراح شرقي القدس المحتلة، بعد أن هدد أفراده بإضرام النار في أنفسهم رفضا للقرار.
وتواجه عائلة صالحية خطر إخلاء منزلها منذ عام 2017 لصالح البلدية الإسرائيلية في المدينة.
وتتحجج البلدية بأنها خصصت الأرض التي يقع عليها العقار لبناء مدرسة تخدم سكان الحي.
وصعد محمود صالحية إلى سطح المنزل، الإثنين، مع عدد من أفراد أسرته حاملين معهم عبوات غاز ومواد قابلة للاشتعال، وهدد بإضرام النار في أنفسهم، مما أجبر القوات على التراجع ومغادرة المنطقة بعد ساعات شهدت مواجهة بين الطرفين ومفاوضات لم تنجح.
يوم عصيب
وبعد يوم عصيب أخلت فيه الشرطة الإسرائيلية مشتلا ومعرضا للسيارات يعودان للعائلة، قبل هدمهما من قبل طواقم البلدية الإسرائيلية بالقدس، بدا صالحية ومن معه في حال استعداد لمواجهة مقبلة مع الشرطة الإسرائيلية دفاعا عن المنزل.
وانتشر عدد من الشبان على سطح المنزل المهدد بالإخلاء والهدم، بينما كان الركام الناجم عن هدم المشتل ومعرض السيارات باديا على جنبات الأرض التي تم تجريفها من قبل السلطات الإسرائيلية.
وتبلغ مساحة الأرض -التي يملكها صالحية ومُشيد عليها منزله والمشتل ومعرض السيارات اللذين تم هدمهما- نحو 6 آلاف متر مربع.
والثلاثاء، أكد صالحية لوكالة الصحافة الفرنسية عدم توصل الطرفين إلى اتفاق، مشيرا إلى تقديم محاميه التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية لإلغاء قرار الإخلاء.
وقال صالحية إن أولاده “يتناوبون الصعود إلى السطح”.
"هنا وفي البرد القارس على سطح منزله .. استطاع المقدسي محمود صالحية النوم ربما لساعة أو ساعتين .. لحراسة منزله من مكر المحتل الذي يتربص لهدمه" pic.twitter.com/k194fYwfL7
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) January 18, 2022
وقال في إشارة إلى الشرطة الإسرائيلية “لم يتركوني، كل نصف ساعة كانوا يقومون بدورية في محيط المنزل، هم يخططون لخطفي من البيت، لأنهم يعتقدون أنه إذا ما تم خطفي، فإن القضية ستنتهي”.
وأضاف “أخاف أن يبعدوني عن البيت وعن أولادي، لأنه إذا تم اعتقالي فإن أولادي سيصبحون وحدهم، وأمي كبيرة بالسن”.
وأردف “أنا وُلدت هنا، هذا هو البيت الذي ولدت فيه، وعندما يريدون إخراجي منه فهذا يعني موتي، وأنا أفضل الموت في منزلي”.
وتابع في حديث لوكالة الأناضول “صحيح أنني كنت أنوي حرق المنزل ومن فيه وقد وضعت أنابيب الغاز فيه، قلت سيأخذون الدار فقط كرماد وأنا فيه، وأنا طبعا سأحرق نفسي من أجل بيتي، فإذا لم أحرق نفسي من أجل بيتي فمن أجل ماذا سأبقى”.
وأكمل صالحية “لم نعد نخاف لقد نزعوا الخوف من قلوبنا، نحن نعيش تحت الضغط المتواصل والضغط يولد الانفجار، أنا في المحاكم منذ 23 عاما ولا يوجد إنصاف في هذه المحاكم”.
وقال “إذا ما أرادوا إخراجي من منزلي فأنا على استعداد للموت فيه”.
ولفت صالحية إلى أن عائلته موجودة في هذا المنزل منذ عام 1948، بعد تهجيرها إبّان نكبة فلسطين.
وأكد “لدينا أوراق ثبوتية بأننا موجودون على هذه الأرض منذ 1948”.
وأضاف “أنا بالمحاكم منذ 23 عاما أقارع دائرة أراضي إسرائيل وحارس أملاك الغائبين الإسرائيلي، ولم يتمكنوا من أخذ الأرض مني”.

“انتهاك للقانون الإنساني”
ووصل ممثل الاتحاد الأوربي في الأراضي الفلسطينية (سفين كون بورغسورف) إلى الحي، الإثنين، برفقة وفد من الدبلوماسيين الأوربيين.
وقال بورغسورف إن “عمليات الاخلاء في الأراضي المحتلة انتهاك للقانون الانساني الدولي، وهذا ينطبق على أي طرد أو هدم بما في ذلك هذه العملية”.
من جانبها، قالت بلدية القدس إن قرار محكمة محلية كان لصالحها، وإن العائلة مُنحت فرص عدة للإخلاء.
ويواجه مئات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وأحياء فلسطينية أخرى في مدينة القدس المحتلة تهديدات بإخلاء منازلهم.
وفي مايو/أيار شنت إسرائيل عدوانا على غزة استمر 11 يوما وأدى إلى استشهاد 260 فلسطينيا بينهم 66 طفلا في القطاع، و13 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي في الجانب الإسرائيلي.
واندلعت تلك المواجهات على خلفية أوامر لـ7 عائلات فلسطينية لإخلاء منازلها في حي الشيخ جراح، وهي قضية منفصلة عن أمر إخلاء عائلة صالحية.