“حرّاس الليل”.. درع الصمود في وجه اعتداءات المستوطنين جنوب الخليل (فيديو)

في عمق جبال جنوب الخليل، وتحديدا في قرية المفقرة التابعة لمنطقة مسافر يطا، يتناوب الشبان على نوبات حراسة تمتد طوال الليل، لحماية عائلاتهم وبيوت قريتهم ومواشيهم من هجمات المستوطنين المتكررة.
وبات هؤلاء الشبان، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “حراس الأرض”، يشكلون خط الدفاع الأول في مواجهة اعتداءات مستمرة تستهدف الوجود الفلسطيني في واحدة من أكثر المناطق تهديدا بالتهجير في الضفة الغربية.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4هيئة البث: “سياسة عليا” تكبح تحرك إسرائيل ضد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية
- list 2 of 4“استقبال المجرمين كالأبطال”.. مشهد من محاكمة جنود “سدي تيمان” يفجر غضب المنصات (فيديو)
- list 3 of 4أجبرهم على الانبطاح.. بن غفير يقتحم منازل فلسطينيين وينكل بهم (فيديو)
- list 4 of 4“غير مسبوق في التاريخ المعاصر”.. مقرر أممي يحذر من تداعيات حجم الدمار في غزة ويدعو لمحاسبة إسرائيل (فيديو)
وفي مقابلة مع الجزيرة مباشر، قال معاذ الحمامدة، أحد أفراد مجموعة الحراسة في قرية المفقرة: “نحن حراس الأرض، أخذنا على عاتقنا حماية أرضنا وأطفالنا وبيوتنا وأغنامنا من المستوطنين. نحمي أنفسنا بأنفسنا، ونتبادل الحراسة ليلا ونهارا”.
وتابع: “وجودنا هنا خفف كثيرا من الخراب الذي كانت تسببه اعتداءات المستوطنين، لأننا عندما نكون مستيقظين وجاهزين، نستطيع التصدي لهم قبل أن يهاجموا”.
وأوضح الحمامدة أن أول ما يقوموا به عند أي هجوم من المستوطنين هو تأمين الأطفال في الكهوف، ووضع الأغنام في كهوف أخرى، ثم مواجهة المعتدين، مؤكدا: “حتى لو هدموا بيوتنا، لن نغادر. نعيش هنا في الكهوف، بلا كهرباء ولا ماء، بينما المستوطن الذي يقيم بؤرة جديدة يحصل على كل الخدمات من دولة الاحتلال”.
من جهته، يرى الناشط سليمان صلاحات، من مجموعة “جيل الصمود”، أن هذه الحراسات جزء من العمل الشعبي السلمي في المنطقة، وأضاف: “اعتصاماتنا وحراساتنا الليلية أدوات سلمية نستخدمها لمواجهة خطر الاستيطان المتصاعد في جبال جنوب الخليل”.
وتابع: “بعد السابع من أكتوبر، تصاعدت وتيرة الاستيطان، وأصبح المستوطن جنديا للاحتلال وأمنا للمستوطنة. رغم وجود المتضامنين، ما زلنا نواجه وضعا صعبا، ونخسر أرواحا في سبيل البقاء”.
أما باسم الحمامدة، أحد سكان خربة المفقرة، فأوضح أن القرية الصغيرة التي تضم نحو 22 عائلة فقط يبلغ عدد أفرادها 200 شخص، تواجه حصارا استيطانيا خانقا.
وقال للجزيرة مباشر: “قبل السابع من أكتوبر (2023) كان يجثم على أراضينا 3 مستوطنات من حولنا، أما الآن فقد زادت البؤر الاستيطانية، وآخرها بؤرة جديدة في خربة صارورة، حيث جاء مستوطن إلى بيتي وقال لي: ’لا نريد مشاكل.. يجب أن ترحل’ أجبته: لن أرحل، هذه أرضي وأرض أجدادي، لن نتركها ونموت فيها”.
وأكد الحمامدة أن لجنة الصمود المحلية أسهمت في تعزيز الأمن داخل القرية، قائلا: “بفضل جهود الحراسة، باتت العائلات تنام بأمان بينما يسهر الشباب على حمايتها. ومع اقتراب الشتاء، نحتاج لدعم يساعدنا على الصمود، بخيام ومعدات تقي الحراس من برد الجبال القاسي”.