مدير صحة غزة: القطاع لا يحتمل مزيدًا من الصمت ولا مزيدًا من الحشر

طفلة مريضة في قطاع غزة (جيتي)

اعتبر المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة الدكتور منير البرش أن الأزمة الصحية والسكانية في غزة “لا تشبه إلا مشهد الحشر يوم القيامة”، بحسب وصفه.

وقال البرش في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة إكس إن أكثر من مليونين و400 ألف إنسان محشورون في أقل من 18٪ من مساحة قطاع غزة، بعدما دمّر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم، وقصف مناطقهم، وفرض عليهم النزوح القسري نحو الجنوب المحاصر.

ولفت المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة إلى أنه بحسب تسريبات عسكرية إسرائيلية، فإن ما يُعرف بخطة “عربات غدعون” تستهدف تجميع السكان في مناطق مكتظّة، لمنع عودتهم ولتهيئة الأرض للتهجير الدائم.

وأكد أن النتيجة النهائية أن غزة لم تعد مدينةً للحياة بل “خيامًا للازدحام، والمرض، والانهيار البشري”، بحسب تعبيره.

كارثة صحية وإنسانية

وحذر البرش من الكارثة الصحية والإنسانية التي يعانيها سكان القطاع، والتي من مظاهرها تفشي الأمراض المعدية، حيث تشهد المخيمات المزدحمة انتشارًا سريعًا لأمراض خطيرة، أبرزها: التهابات الجهاز التنفسي، والإسهال الحاد، والإسهال المدمّم، والجرب، والتهاب السحايا، مشيرا إلى تسجيل مئات الحالات من السحايا بين الأطفال، في ظل غياب العلاج والمستلزمات الطبية.

وكان رئيس قسم الأطفال بمستشفى النصر الرنتيسي للأطفال في غزة الدكتور راغب ورش أغا، قد قال أمس الثلاثاء إن المستشفى سجّل مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا، محذرًا من تصاعد انتشار المرض في ظل الانهيار المستمر للقطاع الصحي والظروف المعيشية الكارثية التي يعيشها السكان.

والتهاب السحايا هو التهاب يصيب الأغشية الحامية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي، ويطلق عليها اسم السحايا. وقد يتسبّب التهاب السحايا الجرثومي في تضرّر الدماغ أو فقدان السمع أو إعاقة القدرة على التعلّم لدى ما بين 10% و20% من الناجين منه.

سوء التغذية وندرة الطعام

وأوضح المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة أن من مظاهر هذه الكارثة سوء التغذية وندرة الطعام بسبب الظروف الصعبة في المخيمات التي أدت إلى ارتفاع معدلات الهزال ونقص المناعة، خاصة بين الأطفال والرضّع، مع انعدام أدوات الطهي والتبريد.

ولفت إلى أن الاكتظاظ وانعدام الخصوصية، إضافة إلى صدمات القصف والنزوح القسري، ساهمت في تفشي أزمات نفسية حادة، تشمل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات ما بعد الصدمة.

 خطر الانفجار الوبائي

وحذر البرش من أن البيئة الصحية في المخيمات تُهيئ القطاع لانتشار الأوبئة بسرعة، وأن التحذيرات الطبية تؤكد أن غزة على حافة كارثة صحية شاملة.

وأشار البرش إلى أرقام وصفها بأنها مرعبة، بداية من المساحة التي يعيش فيها الناس الآن وهي أقل من 60 كيلومترا مربعا فقط، حيث تجاوزت الكثافة السكانية 40 ألف شخص لكل كيلومتر مربع، كما أن هناك أكثر من 1.9 مليون نازح بلا مأوى حقيقي أو خدمات أساسية.

وأكد المدير العام لوزارة الصحة بقطاع غزة في النهاية أن القطاع اليوم لا يحتمل مزيدًا من الصمت ولا مزيدًا من الحشر! بحسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة مباشر + وسائل التواصل

إعلان