كيف تفاعل جمهور الجزيرة مباشر مع الإعلان عن أكبر موجة استيطان بالضفة منذ سنوات؟ (شاهد)

أثار خبر نشرته هيئة البث الإسرائيلية بشأن خطة حكومية لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية وعلى الحدود الأردنية، موجة واسعة من الاستنكار والغضب بين متابعي قناة “الجزيرة مباشر”.

ووفقا لما أوردته الهيئة، فإن الخطة تم اعتمادها بقرار مشترك صادر عن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، في خطوة اعتبرت تصعيدا خطرا في سياسة الاستيطان الإسرائيلي المتسارعة، وتحديا سافرا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

رفض واسع واتهامات بتهجير منهجي

تقاطعت آراء عدد من المشاركين العرب حول رفضهم الكامل لما وصفوه بـ”التهجير المنهجي” و”الاستفزاز المستمر” الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين. الجزائرية سميرة لفريكي والتونسية مرام الحمراني اعتبرتا أن بناء مستوطنات جديدة ليس سوى امتداد مباشر لسياسة التوسع الإسرائيلي على حساب الأراضي الفلسطينية، وأشارتا إلى أن المشروع يأتي ضمن خطة مدروسة تستهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وعرقلة أي حل سياسي مستقبلي.

وأكدت مرام أن القرار “يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي ليس عشوائيا، بل هو سياسة مدروسة وممنهجة تهدف إلى القضاء على إمكانية قيام دولة فلسطينية”، فيما وصفت سميرة الخطوة بأنها “استمرار واضح لسياسة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من خلال هدم منازلهم وتوسيع السيطرة الإسرائيلية بالقوة”.

خطوة تقوض حل الدولتين وتنتهك الاتفاقيات

كما عبّر متابعون من اليمن وتونس عن قلقهم من التأثير المباشر لهذه الخطوة في مستقبل حل الدولتين والاتفاقات الدولية القائمة. عبد الواسع النعماني من اليمن اعتبر أن المشروع يلغي فعليا إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويشكل ضربا لمجمل الاتفاقات الدولية، مثل اتفاق أوسلو، ويمثل تحديا صارخا لكل الجهود الدبلوماسية والشرعية الدولية.

من جهتها، قالت نور شكو من تونس إن بناء 22 مستوطنة “خطوة غير إنسانية ومستفزة”، وتظهر كيف تتعامل إسرائيل مع الأرض “كما لو كانت ملكا خالصا لها، متجاهلة وجود شعب يعيش عليها منذ قرون”.

اليمين الإسرائيلي يواصل دعواته التحريضية لتعميق الاستيطان على حساب أرض فلسطين (غيتي)

عزل الضفة وفرض خريطة جديدة على الأرض

وحذر الأردني ماهر الخالدي من أن الخطوة الجديدة تهدف إلى فرض طوق خانق على سكان الضفة الغربية، من خلال تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى مناطق معزولة بلا منفذ، في انتهاك واضح لكل المواثيق الدولية.

وتماهى هذا الرأي مع ما عبّر عنه محمد حسن البلخي من سوريا، الذي قال إن “الهدف الحقيقي لبناء المستوطنات هو محو الوجود الفلسطيني تماما، وزرع الكيان الصهيوني في كامل أرض فلسطين، لتزوير هويتها الوطنية والجغرافية”.

أصوات فلسطينية تطالب برد عملي لا يكتفي بالتنديد

من داخل فلسطين، شدد عمر عبد الله على أن بناء 22 مستوطنة جديدة يعني نهبا إضافيا للأراضي، وتحديا مباشرا للسلطة الفلسطينية.

واستشهد عبد الله بتصريح سابق للرئيس محمود عباس الذي أكد فيه أن “السلاح يجب أن يكون شرعيا واحدا بيد السلطة الفلسطينية”، ليتساءل “ما مصير هذا السلاح في ظل هذه المصادرة المستمرة؟ وهل سيبقى الرد مقتصرا على التنديد والشجب؟”.

تسارع استيطاني وتراجع دولي عن الضغط

تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه التوسع الاستيطاني الإسرائيلي على وقع صمت دولي نسبي، مع تراجع واضح في الضغط الدولي الفعلي على حكومة الاحتلال، ما يعمق مشاعر الغضب والإحباط لدى الشعوب العربية والمناصرين للقضية الفلسطينية.

وينظر إلى هذا المشروع الاستيطاني الجديد كجزء من سياسة إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى فرض وقائع ديموغرافية وجغرافية تمنع أي تسوية سياسية عادلة في المستقبل.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان